الأحد، 22 أبريل 2018

مقابلة مع المدير التنفيذي لمؤسسة الصابرين للتنمية المستدامة ..



   "من علمني حرفا كنت له عبدا "عبارة كثيرا ما كنت أشك في مصداقيتها، فهناك فرق بين الخوف من المعلم واحترامه، يقضي الطالب اثنا عشر عاما من عمره في المدرسة ليَكتسب لا ليُكتسب، ليكن منتج لا مستهلك، منذ صغرنا ونحن نذهب إلى المدرسة بألم لا بأمل، تربية وتعليم أسماء مستعارة مستخدمة فقط على يافطات المديريات وجدران المدارس، ولكن التطبيق لا مساحة له.           

  موضوع المقابلة عن ظاهرة التسرب وأهمية التعليم مع المدير التنفيذي لمؤسسة الصابرين  للتنمية المستدامة الأستاذة جميلة النجار،حيث ابتدأت الحديث بالتعريف عن الظاهرة، والتي تتسم بالخطورة المطلقة وأشارت  إلى أنه لا يوجد متابعة حثيثة لمثل هذه الظاهرة 

   وذكرت لنا بعض أسباب التسرب وكان السبب الأول الذي تم الإسهاب به، والذي كان ناتج عن خبرة سابقة فهي كانت مديرة لمدرسة خاصة لفترة طويل،وهو نظام التعليم الموجود بالمدارس والذي يعتمد على نمط واحد في التدريس، دون مراعات قدرات الطالب، فالغرفة الصفية تحتوي على درجات مفتاوتة من العقليات ونسبة الذكاء، وهذا لا يأخذ بعين الاعتبار، ومن ثم تابعت الحديث بذكر السبب الاخر وهو أن المدارس ونحن نتكلم عن القطاع الحكومي بالتحديد تفتقر الى تفعيل الانشطة، فإذا كانت حصة الرياضة لا تعطى بالشكل الصحيح، وحصة الفن لا تعطى بالشكل الصحيح، فالطالب وبالأخص الفئات العمرية الصغيرة، بحاجة الى تفريغ طاقاتهم، فالطالب يذهب إلى المدرسة ويشاهد هذا الضغط الدراسي، والتكديس المعلوماتي التي صراحة ينتهي مع إنتهاء الفصل الدراسي دون إكتساب المهارة والسلوك، أما بالنسبة للسبب الأخر وهو عدم تفعيل قيمة الإحترام بين المعلم والطالب، فالعلاقة الودية بين مصدر المعلومة والمتلقي يخلق نوع من محبة المادة الدراسية، وينعكس على نفسية الطالب فينتظم، ولكن ما نراه حقيقة بأن الطالب بمجرد إنتهائه من الإمتحان في نهاية الفصل الدراسي يمزق المنهاج وبحقد شديد،لإنه ما من بيئة حاضنة وجاذبة من أجل أن يحب التعليم، أما بالنسبة للضرب الذي ما زال موجود، وإذا لم يضرب يتلقى الشتائم والسباب، وهذا يؤثر سلباً على نفسية الطفل، فأقصر طريق له أن يتسرب من المدرسة. 

   وأشارت لنا الى بعض الحلول والتي تتلخص في دور التربية الأساسي في المراقبة، ثم يأتي دور مدير المدرسة، ثم يعين مسؤول أنشطة في المدرسة، ويفعل دور المرشد التربوي، فكما التعليم له أهمية التربية لها النصاب الأكبر،لأن المدارس تربي أجيال، والمرشد هو الأداة الحساسة في التأثير على الطالب، ولكن للأسف ما نراه أن المرشد يأمر الطالب بأن لا يدخن وهو يدخن، ويلزم الطالب بأن تكون أخلاقه عالية وأخلاقه متدنية، وثم تثقيف الأهالي ورفع مستوى الوعي لديهم عن ماهية التسرب وآثاره السلبية، من خلال التعاون مع مدير التربية والتعليم بتشكيل مجالس لإعطائهم ورشات وندوات تثقيفية حول الموضوع.

    في نهاية الحديث ذكرت دور المؤسسات التنموية التي تعمل على خدمة المجتمع أولا، وفئة المتسربين من الفئة المجتمعية بلا شك، وتبنت الصابرين عدة برامج لمعالجة هذه الظاهرة في المجتمع الأردني عامة والرصيفة خاصة،وكان دورها في تعويض النقص لدى الطفل من ممارسة الرياضة والفنون ومهارت الحياة، وتفعيل قيمة الإحترام بين الطلاب والمشرفين، والقيام بأنشطة ترفيهية ورحلات كشفية وهناك أندية مؤقتة ودائمة للأطفال، يتم ترسيخ قيم أخلاقية من خلال عرض فيلم هادف، فالمؤسسة حريصة كل الحرص على إستخدام الصور والصوت، من أجل التأثير الإيجابي على نفسية وعقول الأطفال، والمبنى مجهز بكافة الأجهزة والأدوات الترفيهية والتعليمية من صالة ألعاب، بلياردو، بليستاشنن، تنس الطاولة، وهناك ملعب مخصص لكرة القدم وكرة اليد، كل هذه الأنشطة تحاول المؤسسة من خلالها تفريغ طاقات الطلاب السلبية، وإظهار الطاقات الخلاقة والإبداعية المكبوتة في المدارس، ليراعي أيضا ميول الطلاب ومواهبهم، فهناك غرفة موسيقى وغرفة رسم، والمكتبة التي تسمح لكافة الطلاب بالإستعارة، هذا دور مؤسسات المجتمع المدني في حل جزئية من جزيئات ظاهرة التسرب المدرسي. 


في الحديث عن حملة العودة للمدارس

              حملة العودة للمدارس ضمن مشروع مكاني التي دعمتها منظمة اليونيسيف من أجل إحصاء أعداد الأطفال المتسربين عن المدارس من الا...