السبت، 21 أبريل 2018

لغته إبتسامة


الصورة تعبر عن المتاهة التي يدخل بها الطفل في حالة التسرب

      "ولد على هذه الأرض،ولكنه لا يملك رقماً وطنياً كالباقين، بلا حق، لم يتعلم قط"  

   جسد نحيل وبشرة سمراء، وابتسامة لا تفارق وجهه طيلة النهار، عالمه مليء بالضجيج والهدوء معا، فهو يعمل في مكان تلتحف أرضيته الأنام في كل  زاوية وركن، وذاته تشكو الهدوء المطلق يعيش في حياة بطابع روتيني، وبعض التفاصيل اللطيفة نادرة الحدوث. 

   يأتي إلى عمله مع كل إشراقة شمس، يجلس على حافة الرصيف، في تمام الساعة السابعة والنصف، ليأخذه شرود العقل والقلب، عيناه التي تضفي بريق لمعان باهت إلى حيث لا يدري، لعله يفكر بأمس أو بغد، أو ينتظر أمل على هيئة شخص، يطفئ سيجارته ليعود إلى أدراج الواقع الذي فرض عليه، وتهرول أقدامه بأقصى سرعة ليرتدي ملابس العمل، فهو يعمل في بيئة فارقة حد السماء والأرض،  يخالط طلبة علم،

    مسميات ذات غرابة يتعامل معها بتلقائية أوراق.. كتب..أبحاث.. وأجهزة.. محاضرات.. ومشاريع تخرج.. مستقبل وحلم، وثقافات من كل اتجاه وصوب، ينظر إلى من حوله بكل الرجاء الممكن، ليحصل تبادل أدوار ولو ليوم واحد، ليعيش حالة المتعلم، فهو قد حرم من أن يتعلم، يخط الأحرف بأنامله الحنونة وينقلها بصعوبة مطلقة، يستقبل جهازه الخلوي الرسائل ليسمع التنبيه ويتجاهل، ليتناسى عجزه في الرد، ليقول لا بلغة إستنكار لما ؟؟ ليتني أستطيع، ولكن الظرف القاهر وضعه على المحك، ليتني أعلم، أعرف أن أكتب، لأعبر


    كل ما يملكه من وسيلة للرد، إتبسامة فارعة بيضاء كما يجب، من قلب محب لتصل إلى من يراها بكل ود ، وتدخل القلب قبل العين، وكأنها تقول الكثير ،وكأنها كتاب يحوي في جوفه ألماً وأملاً، لتريح عين الناظر إليها بكل شغف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الحديث عن حملة العودة للمدارس

              حملة العودة للمدارس ضمن مشروع مكاني التي دعمتها منظمة اليونيسيف من أجل إحصاء أعداد الأطفال المتسربين عن المدارس من الا...